زهور الأمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زهور الأمل

حيث الأنامل المميزة و المبدعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السحر الذهبي و أجنحة العفريت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
همسة ورد
Admin
همسة ورد


المساهمات : 219
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 29
الموقع : في قلب الامارات و هي في قلبي

السحر الذهبي و أجنحة العفريت Empty
مُساهمةموضوع: السحر الذهبي و أجنحة العفريت   السحر الذهبي و أجنحة العفريت I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2009 10:57 pm

هلا بعضوات ..حبيت أنقل في هذا الموضوع قصة من نسج الخيال و تدور أحداثها في العصور الاوروبية الوسطى و خاصة في الريف

قرأتها في أحد المنتديات فأعجبتني ....و أتمنى أن تعجبكم أنتم أيضاً



..القصة...


"هل توقعت ماحصل لي هذا اليوم؟ .. كلا بالتأكيد! فمن يتوقع أن يلتقي في طريقه عفريتاً! .. نعم عفريت !"
داعب نسيم الصباح خصلات شعره الكستنائية الناعمة, لكن وجه (أرتي) ظل عابساً وحاجباه معقودان فوق عينين بلون العسل الصافِ بتفكير مهموم.."كيف يمكن لولد في الخامسة عشر أن ينقذ عائلته من هذه المشكلة ؟" فكر بذلك وهو يمسح باطن كفيه ببنطاله الجينز القديم,ثم خطى ببطء مبتعداً عن بوابة منزله الصغير المتهالك.. ليبدأ يوماً جديداً في البحث عن ما يسد به رمق عائلته ..لكن هذه المرة الأمر مختلف! هذه المرة لم يعد معه نقود ,ولم يعد معه أي شئ ليبيعه فما بقي من ممتلكات العائلة حفنة أشياء لا قيمة لها.
أخذ يسير في الطريق المؤدي لسوق البلده وهو خاوي اليدين ..يتمنى لو كان أكبر سناً فيستطيع الحصول على عمل يساعد به أمه العليلة وأخته الصغيرة بعد وفاة والده, وبينما هو غارق في أفكاره مر على بستان صغير بجانب الطريق ملئ بأزهار دوار الشمس المشرقة , توقف (أرتي) أمام الأزهار متأملاً جمالها ..وكالعادة أرتفع أصبعه بمحاذاة إحدى الأزهار حتى كاد يلامسها , وبلا وعي منه أخذ يرسم في الهواء حول تويجات الزهرة الذهبية وعينيه تلمعان بحماس بينما كان يهمس بانفعال :
- أيتها التويجات . . سأغزل منك خيوطاً من العسل أحملها لأمي , لكي تستعيد عافيتها!
ثم رفع أصبحه ليرسم على الهواء دوائر فوق قلب الزهرة البني وأستطرد : - وأنت ستكون قالب شوكولاته يسعد قلب أختي الصغيرة !
لكن عندما هبت نسمة باردة , أجفل وعاد للواقع بسرعة ,"كيف يمكنه التلكؤ هنا والغرق في أحلام طفولية بينما حاله اليوم يزداد سوءاً؟" ,أرتعش جسده النحيل وأخذ يتحسس جرة الماء الصغيرة في جيب سترته الحائلة اللون , ليس معه هذا اليوم سوى جرة ماء , سيكمل طريقه معتمداً عليها ليروي عطشه ,بينما يفكر في حل لوضعه الصعب ..عبث بشعره وزفر بقوه ثم تساءل بصوت مُثقل بالألم :
- ياالهي .. ماذا أفعل ؟ ما العمل ؟
وهكذا أكمل (أرتي) طريقه تتقاذفه الأفكار والهواجس حتى وصل لطريق ضيق وبدا على جانبيه مدخل لغابه مظلمة كثيفة الأشجار ترحب به , لم ينتبه إلى أين كانت قدماه تقودانه , لكن بعد برهة تناهى لسمعه صوت أنين ضعيف ..فوقف متفاجئاً وحاول أن يحدد مصدر ذلك الصوت ,وأخذ يدور في المنطقة القريبة منه وعندما لم يجد أحدا بينما الأنين مازال مستمراً , نادى بأعلى صوته :
- من هناك ؟ لكن لم يجبه سوى ذلك الأنين الذي بدأ يتضاعف شيئاً فشيئاً ,فأردف :- أين أنت ؟
عندها اختفى صوت الأنين , ثم سمع صوتاً لرجل طاعن في السن غلفه الوهن ينادي من خلف صخرة مختبئة وراء العشب الكثيف :
- أعطني جرعة ماء . . أعطيك السحر الذهبي!
أزداد ذهول (أرتي) لكنه تقدم ببطء ليقترب من تلك الصخرة ومن بين تلك الأعشاب الشائكة , عثر على كتلة ملقاة على الأرض ملتفة بما بدا
له ملابس بالية داكنة اللون ,كان ذلك جسد الرجل العجوز المنهك وقد ارتمى فوق العشب الرطب على وجهه فلم يستطيع أن يتبين من يكون ذلك الرجل . . شعر بقلق غريب فلم يلمسه لكنه سأل بحيرة : - من أنت ؟
فرد الرجل العجوز مجدداً :- أعطني جرعة ماء . . أعطيك السحر الذهبي!
وبتردد تحسس (أرتي) الجرة في جيبه..يبدوا الرجل منهكاً ومحتاجاً للماء أكثر منه ,لكنه سيحتاج للماء أثناء سيره الطويل, وليس معه نقود .. والطريق خالِ حتى من المستنقعات " كلا , لا يمكنني " وهم عائداً أدراجه تاركاً الرجل العجوز الذي أستوقفه بهلع :
- توقف يا بني . . أرجوك . . ألا تريد السحر الذهبي!
التفت (أرتي) بتردد نحو العجوز وسأل :- وما هو السحر الذهبي؟
حاول الرجل الجلوس بصعوبة ليظهر وجهه الكالح و لحيته الفضية ثم رد بلهجة غامضة:
- أنه أغلى من الذهب . . أجمل من الماس , وحالما تراه ستعرف ما تفعل به !
نظر إليه (أرتي) بشك ورفع حاجبه الأيمن باستغراب وقال :- إذا كان هذا السحر موجوداً . . فلم لا يبدوا أنك استفدت منه؟
رد العجوز بحزن وضعف :
- كما ترى أنا مسن . .انقطعت بي الطريق بلا طعام أو شراب و أوشك على الموت هنا عطشاً , لن يستفيد منه المسنون أمثالي!
سكت قليلاً ليلتقط أنفاسه ثم أخذ يعبث داخل الأسمال التي يرتديها وبدا ككيس جلدي قذر معلق وسط خاصرته بينما استطرد:- أنظر هنا ..
وأخرج لفافة ورقيه بنية اللون بحجم قلم ,ثم رفع طرف اللفافة ليظهر منها جزء من شئ يتوهج بلون ذهبي وأكمل :
- هذا هو . . دعني أروي عطشي وسأعطيك إياه .
انبهر (أرتي) بذلك الشيء المتوهج وأشتعل فضوله ,فلم يرى شيئاً عجيباً وغامضاً كهذا من قبل ,عندها قرر أن يعطي الرجل العجوز الجرة
ويأخذ هو ذلك الشيء . . السحر الذهبي .
أخرج الجرة وقدمها للعجوز الذي ارتشف الماء بنهم ورمى إليه باللفافة . . حدق (أرتي) باللفافة خائفاً وبتأن قام بفكها ,فظهر ما كان مختبئاً داخلها ,إنها فرشاة رسم , مقبضها الرفيع بلون الذهب اللامع,لقد كانت أجمل فرشاة رأها (أرتي) في حياته ,حتى زميله في المدرسة (توم) الثري لا يملك واحدة مثلها بين أدواته الفاخرة ,فصاح بدهشة :
- إنها غاية في الجمال ! ثم رفع رأسه ليواجه الرجل العجوز لكن الدهشة تحولت لصدمه عندما رأى مخلوقاً أخضر اللون ذو بشرة مجعدة
وجسد هزيل, وعينين بلون الدم تنظران إليه بمكر ,بينما أفتر تغره عن ابتسامة شريرة واسعة , يرتدي نفس أسمال الرجل العجوز الرثة.
لم يستطع (أرتي) أن يحرك ساكناً ووقف بنظر بجمود لذلك المخلوق المرعب الذي كان يضحك بصوت مكتوم ليصبح كهسيس الأفعى,وبعد عدة ثوانِ قال المخلوق بصوت حاد مختلف تماماً عن صوت الرجل المسن :- نعم ..نعم ..فرشاة جميله . . هدية من عمك العفريت!
"عفريت ! لا يمكن .. لا يمكن" لهث (أرتي) بعد حبسه لأنفاسه لمدة طويلة ,أراد الهرب لكن جسده لم يعد يطاوعه وظل متجمداً وعينيه لا تفارقان وجه العفريت الماثل أمامه ,وبصوت قلق وكلمات متعثرة قال :- ماذا.. تريد.. مني؟
ازدادت ابتسامة العفريت واصدر هسيساً آخر ثم رد عليه :- أرجو أن تستمتع بفرشاتك الذهبية !
- لقد خدعتني إذا ! صاح (أرتي) بانفعال ,ثم راح ينظر للفرشاة التي اعتصرها بيده وهمس بحزن :
- ماذا يمكنني أن أفعل بها ؟ سأعود للمنزل خال الوفاض إلا من فرشاة للرسم ! . . لن استطيع مواجهة والدتي وأختي بعد خذلانهم هكذا . .
قال العفريت بصوت مرح : - لا تقلق من هذا الآن . . ستبقى هنا أيها الولد وستلبي رغبتي وإلا ستبقى خادما لي طوال حياتك !
رد (أرتي) ثائراً :- ماذا! ..لا يمكن أمي وأختي يعتمدان علي ولا معيل لهما غيري . .
وبلامبالاة أجاب العفريت : - لا يهمني . . حقق رغبتي الآن أو ستقضي بقية حياتك خادماً!
استعر الغضب والخوف في قلب (أرتي),لكن لم يعد هناك مجال للتراجع . . عليه تحقيق رغبة العفريت مهما كلف الآمر وإلا لن يعود لعائلته أبدا . .عندها نظر للعفريت بثبات ووقف متماسكاً قدر ما يستطيع ثم قال بلهجة حازمه : - ماذا تريديني أن افعل ؟
قال العفريت والمرح لم يفارق صوته :- أريد جناحين لأطير بهما . .
لكن (أرتي) أجابه بدهشة شديدة :- ماذا ؟ كيف يمكنني أن أعطيك جناحين ؟ بحق الله . . أنت عفريت وليس أنا!
رد العفريت بحدة :- نعم , عفريت ولد بلا أجنحه! . . ولكم تمنيت أن أحصل عليهـ . . فقاطعه (أرتي) غاضباً:
- لكن . . كيف ؟
فصرخ حينها العفريت :- لا يهمني يا ولد , هذه مهمتك أنت ! ثم استطرد بصوت أكثر هدوءاً :
- لقد علمت أن الفرشاة الذهبية لها سحر خاص , وبحثت عنها طويلاً حتى عثرت عليها . . لكن لم أستطع أن أعرف طريقة عملها
وقد استوقفت العديد من البشر الحمقى قبلك ليساعدوني ..لكن لا أحد منهم استطاع مساعدتي ..وجميعهم أصبحوا خدماً لي حتى مماتهم!
أرتعش (أرتي) وسالت قطرات العرق على وجنتيه المحمرتين ,ثم رفع الفرشاة الذهبية لمستوى بصره وقال متجهماً :
- ماذا يمكنني أن أفعل بها . . لا يمكن للفرشاة أن تعطيك جناحين ..
صاح العفريت بنفاذ صبر :- اسمع يا هذا . . هل ستعطيني جناحين أم تستسلم , لن أمهلك أكثر من ذلك
فرد (أرتي) متوتراً :- أنتظر ! بهذه الفرشاة كل ما يمكنني عمله هو أن أرسم لك جناحين لكن حتى هذا مستحيل الآن لأن ..
فقاطعه العفريت متعجباً : ترسم لي ؟
فأجاب (أرتي) بسرعة : نعم ..أنا رسام . . لكن ..
فقاطعه العفريت مرة أخرى ضاحكاً : رسام . . وماذا أفعل بجناحين مرسومين ؟
عندها لم يجبه (أرتي) الذي كان يحدق بالفرشاة بتفكير محموم , ثم رفع الفرشاة في الهواء وقال بحماس ووجهه يزداد إشراقاً :
- رسام . . نعم أنا رسام
تعالت ضحكات (أرتي) وهو يلوح في الهواء بفرشاته بشكل عشوائي وبدا كمن يرسم على لوحة كبيره شفافة, وبعيني خياله استطاع رؤية
خيوط نسجت من ذهب متوهج تشابكت معاً بنعومة وانسياب لتشكل بينه وبين العفريت حاجزاً يشكل جناحين عملاقين ,وحالما توقف عن الرسم . . أصبحت تلك الخطوط التي رأها في عقله تتجسد شيئاً فشيئاً بشكل أثيري ثم تزداد صلابة بسرعة لتتحول بعد ذلك لجناحين ذهبيين
صاح العفريت بصدمه ,وزعق بصوته الحاد : الأجنحة ! . . الأجنحة! .. أنهما أجنحتي . .
ثم وثب بسرعة فوقهما والصقهما بظهره وأخذ يطوح بهما في الهواء حتى بدأ التحليق مرتفعاً فوق الغيوم بسعادة ,كان مشهداً عجيباً ,و ماحصل كان سحرياً ,فبقي (أرتي) محدقا في السماء لبرهة غير مصدق . . وعندما انتبه , ركض بسرعة شديدة مبتعداً قبل عودة العفريت , جسده يرتعش وخفقات قلبه يستطيع سماعها العالم بأسره , ليس من الخوف . . بل هي السعادة . . السعادة المطلقة .

في ذلك المنزل الصغير الذي لم يعد لحاله السابق أبداً , لم ينسى ساكنيه ماحصل في ذلك اليوم . . فلم تنسى الأم وأبنتها الصغيرة تلك المفاجأة السعيدة ,عندما فتحا الباب ليجدا (أرتي) حاملاً زهرة دوار شمس كبيره في داخلها عسل ذهبي صافِ وقالب شوكولاته لذيذ . . منذ ذلك اليوم كل شئ تغير ,فلم يعودوا محتاجين لشيء وأخذوا على عاتقهم مساعدة كل محتاج ذاق من الألم والفاقة ما ذاقوه لسنوات عديدة , وأصبح جميع سكان البلده يهتفون باسم (أرتي) وفرشاته الذهبية . .أما (أرتي) فلم ينسى أبداً ذلك العفريت ودائما ما كان يقول:
- في بعض الأحيان . . تحتاج الحياة لدفعة من جناح عفريت وسحره الذهبي.

*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amalflowers.yoo7.com
Đ.ѓ.Я ẫ ώ ẫ ň·
VIP
Đ.ѓ.Я ẫ ώ ẫ ň·


المساهمات : 488
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
الموقع : K.S.A. YANBU

السحر الذهبي و أجنحة العفريت Empty
مُساهمةموضوع: رد: السحر الذهبي و أجنحة العفريت   السحر الذهبي و أجنحة العفريت I_icon_minitimeالأربعاء يناير 13, 2010 10:45 pm

السحر الذهبي و أجنحة العفريت 18702220881119472235

السحر الذهبي و أجنحة العفريت 10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السحر الذهبي و أجنحة العفريت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زهور الأمل :: هوايات و آداب :: القصص و الروايات-
انتقل الى: