همسة ورد Admin
المساهمات : 219 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 29 الموقع : في قلب الامارات و هي في قلبي
| موضوع: لوحة الرمان الإثنين ديسمبر 28, 2009 11:40 pm | |
| في ليلة ازدانت بالقمر المكتمل, والنجوم المتلألآة , والنسيم العليل , كان هناك مجموعة من الاشخاص ملتفين ومكونين حلقة , الجو يملؤه الحزن ولا شيء يسمع سوى بكاء فتاة شابة ينفطر لها القلب , كما يبدو لي انها مراسم دفن والدها , والفتاة تصيح بأعلى صوتها : ما ذنبك , لماذا كنت الضحية ؟ , والدموع تنهمر من عينيها .
بدوري وكالعادة , يتم ايكال المهمات الصعبة علي , ذهبت للفتاة بعدما سمعت من المحققين والمعاونين لي ان اسمها ( كاثرين ), هي فتاة تبلغ من العمر 20 سنة, لكن من يراهآ يظن بأنها أصغر مما تبدو عليه وعلى رأسها ينسدل ذلك الشعر الأشقر الطويل بخصلات ذهبية لامعة كخيوط أشعة الشمس في الصباح , وعينها الزرقاوات تشعرك بأفق واسع كالبحر .
ذهبت الى الفتاة وكان يبدو عليها التأثر الشديد جراء وفاة والدها وكانت عيناها مليئة بالدموع و وجها يبدو شاحباً , وقد كان اباها حديث الناس مؤخراً التاجر الكبير والمعروف بنجاحة ( دانيال ) مالك شركات دانيال لتصنيع الاحذية وقد نجح مؤخراً نجاحاً باهراً مما اثر على محلات الاحذية الاخرى وكان منهم محل اخيه ( ادوارد ) الذي كان من اكثر المحلات تضرراً , وقد كان الجميع يحسدة على النجاح الباهر الذي حققة , وقد كسب العديد من الاعداء والحاقدين عليه . حدثتها وعرفتها عن نفسي: " انا المحقق ( شارولك ) " , نظرت إلي وعينيها مليئة بالحزن وكأنها تستغيث بي , و انا المنقذ لها بعد ان انقطعت الطرق كلها .
بدأت بسؤالها عن من يثير شكوكها وما الذي حدث مؤخراً لوالدها , طلبت مني ان آتي معها للقصر لكي تخبرني بكل شيء , لم ارفض طلبها واستقلينا السيارة . في الطريق حدثتني عن نجاح والدها في التجارة وانه تلقى مؤخراً رسائل التهديد بالقتل وحرق محلاتهم و قصورهم , ولكن والدها دانيل لم يكن يهتم لهذه الرسائل ولم يعطي لها بالاً , فقد كان يؤمن بالعدالة و امان المجتمع واستحالة حدوث مثل هاذه الامور الا في شاشة التلفاز او في القصص الخيالية , واثناء حديثنا ذلك دخلنا القصر من البوابة الرئيسية , رأيت العديد من الحراس والكلاب البوليسية ومجموعة من الصحفيين و الفضوليين , وكان يبدو ان القصر آمن من ناحية الحراسة حيث انه مزود بكاميرات مراقبة وحراسة شديدة حول حديقة القصر و يستحيل على اي شخص ان يتسلل اليها , وكانت الحديقة مزينه بشكل رائع ومملوئة بشجر الرمان و الدجاج والوز ومملوء بالعصافير و الازهار الجميلة ,ومن ثم وصلنا للقصر. لقد كان قصراً كبيراً و ممتداً على مسافة كبيرة , و ابيض اللون ومليء بالنوافذ المتلألأة كاللؤلؤ . استقبلنا الخدم والمزارعين الذين كانوا يقفون صفاً واحداً كأنهم جنود تدربوا على هذا الامر منذ سنوات طويلة . لم اكن اسمع همسهم او اي صوت منهم , القوا التحية علينا بصوت واحد : " مرحباً بك سيدتي كاثرين , واهلاً بضيفها العزيز " , ومن ثم تقدم من بين الصفوف رجل شائب , يبدو من شكله ان له مكانة مرموقة في القصر . القى التحية علي , وعرف عن نفسة قائلاً : " فيليب لويس , المسؤول الاول عن الخدم والقصر هنا , نتشرف بخدمتك سيدي , ونرجو ان تأخذ راحتك في القصر " .
طلب مني مسؤول الخدم فيليب ان اتبعه الى غرفة استقبال الضيوف في حين ستذهب السيدة كاثرين كي تغير ملابسها وتأتي لتقابلني , ومشى في جنبات القصر وانا امشي خلفه ارى اللوحات المعلقة على جدران القصر و الفرش الاحمر والتحف و الآثار الموجودة في القصر , وادخلني في غرفة استقبال الضيوف , كانت الغرفة كبيرة وفيها العديد من الارائك و مكتب يبدو من مظهره انه للسيد دانيل ومن خلف المكتب مكتبة كبيرة مملؤة بالكتب ومرتبة بشكل يسلب الانظار , قادني مسؤول الخدم فيليب الى المكتب وطلب مني الجلوس على الاريكة , ثم قال انه علي انتظار السيدة كاثرين , وذهب لأحضار الشاي لي , اخرجت من جيبي صندوق السجائر و القداحة القديمة , واشعلت السيجارة محاولاً التفكير في معطيات القضية لكن كل ما يتردد في ذهني : " انتقام , قتل ، مصالح , سرقة " , كنت اظن ان القضية ستكون سهلة وان القاتل يجب ان يترك خلفة شيء يدل عليه . دخلت كاثرين الغرفة وبدت في حال أفضل من الحال التي رأيتها بها في وقت الدفن , جلست على المكتب بهدوء وبدأت بالتحدث قائلة : " يا سيادة المحقق شارولك , سمعت انك تمكنت من حل اصعب القضايا وفك اصعب المشاكل تعقيداً و لديك باع طويل في جرائم القتل , لهذا طلبت من مكتب الشرطة ان تكون انت المحقق في قضية قتل والدي " . سكتت كاثرين للحظات وكأنها تستجمع احداثاً كثيرة حصلت مؤخراً , ثم اردفت قائلة : " لقد حدثت بعض المشاكل مؤخراً بين ابي وعمي , حيث رفض ابي التعاون مع عمي في شركاته , مفضلاً ان يكون مستقل في تجارتة عن عمي , مما سبب بعض المشاكل بينهما و ارتفع صوت عمي وخرج من البيت غاضباً " . سكتت قليلاً و مسحت الدموع المنهمرة من عينها بمنديل احمر , في هذا الوقت دخل مسؤول الخدم فيليب ليضع الشاي لنا , ثم خرج وكان ينظر للسيدة بأندهاش وتعجب . اكملت السيدة الحديث بعد ان هدأت قليلاً : " لقد رأيت عمي في الدفن وكان يبدو عليه الحزين , لكن هيهات فدموع التماسيح ظاهرة عليه " . قالتها وهي تكاد تنفجر غضباً , طلبت منها الهدوء لأتصل بمركز التحقيق طالباً منهم مراقبة عمها ثم طلبت من الفتاة ان تحكي لي ما حدث مؤخراً لأبيها . سكتت وطلبت مني ان اتبعها , خرجنا من غرفة الاستقبال واصطحبتني الى غرفة ابيها , الغرفة يتوسطها سرير كبير , واكثر ما شد انتباهي لوحة الرمان خلف السرير , كانت كبيرة وكأن هناك شيء خلفها . اغلقت كاثرين الباب من خلفها , قالت بصوت منخفض : " هناك من يحاول ان يسرق اموالنا بعد ان مات ابي , اعتقد ان ابي كان يخفي الاموال خلف هذه اللوحة , وقد رأيت ان اللوحة مالت قليلاً لذا اغلقت الغرفة بالمفاتيح ولا احد سواي يدخلها " . ثم اخذت نفساً عميقاً واكملت : " اريد ان تقوم بحراسة الغرفة و معرفة السارق , فأنا اثق بك كثيراً " , لم اتمكن من مناقشتها حيث وضعت المفاتيح في يدي وخرجت من الغرفة مسرعة . خلعت معطفي و وضعت رأسي كي انام , لكني سمعت صوتاً خفيف كالخشخشة ظننتة امر عادياً ولكنني لم استطع النوم بسببه , فقررت ان امشي في ارجاء القصر علني اتمكن من الوصول لشيء وهي فرصة لي كي افكر في الامر , لكني تفجائت عند خروجي من الغرفة بوجود قفاز على الارض يستخدم في اليد عند سكب القهوة , إلتفت للجهة اليمنى لعلي أرى شيئاً لكن الظلام كان حالكاً , لكنني كنت متأكد من وجودة شخص ما قد هرب مسرعاً , فتحت الاضواء , ورأيت بعض المواد المستخدمة للحفر و وجود تمثال كبير حرك من مكانة وحفرة كبيرة تؤدي الى خلف غرفتي . لكن يبدو ان الحفرة لم تكن بذلك العمق ولم تصل الى خلف اللوحة ولم يتم سرقة شيء , اخذت المواد المستخدمة في الحفر و وضعتها عندي علني اجد شيئاً يدلني على الفاعل .
وفي اليوم التالي طلبت من السيدة كاثرين المجيء والافطار معي في الحديقة , ولم تمانع هي في ذلك , جلسنا في الحديقة على صوت زقزقة العصافير , مواء القطط , نباح الكلاب صياح الديك , وكأني في قريتي الريفية شمال جنوا . بعد ان انهينا الافطار طلبت من الخدم احضار القهوة لي , واشعلت السجارة , وبعد ان احظروا القهوة طلبت من رئيس الخدم ان يضع لنا القهوة , ولم يمانع في ذلك , ولكنه تفاجئ عند ادخال يدة في جيبة انه لا يملك القفاز . رمقتة بنظرة اثناء قرائتي للجريدة , اين القفاز ؟ , ارتبك قليلاً وقال لا اعلم اين اضعته , وضعت الجريدة و وضعت يدي داخل معطفي واخرجت القفاز , وقلت : "هاذا هو ؟ اليس كذلك ؟ " , تلعثم مسؤول الخدم و احمر وجهه , وقلت له :" انت من قتل دانيل بعد ان رأيت ان الوقت مناسب حيث ان المشاكل مشتعلة بين دانيل وشقيقة ادوارد , مستغلاً هذه الفرصة وقمت بقتله بغتةً , وعند محاولة سرقة النقود , احست الآنسة بمحاولتك لتحريك اللوحة وقامت بأغلاق الغرفة ولكنك ارتعبت عندما رأيتني داخل الغرفة و ظنيت اننا بصدد نقل الاموال , او سنكتشف امرك , لذا فقد حاولت سرقة الاموال بسرعة , وسقط منك قفازك دون ان تنتبه ولم تتذكرة لأنك كنت مشغول البال خائفاً مما حدث امس " . انهار مسؤول الخدم في الارض وبكى معترفاً بكل شيء وسط ذهول الخدم حيث كان يخدم في العائلة مدة 30 سنه وهو يخدمهم بأمانة ولكنه اقترف خطأ عمره حين طمع بالمال وتم القاء القبض عليه وتبين ان العم بريء , كالعادة لا توجد هناك قضية لا يمكن للمحقق شارولك حلها .
انتهت القصة ..
| |
|
Đ.ѓ.Я ẫ ώ ẫ ň· VIP
المساهمات : 488 تاريخ التسجيل : 12/12/2009 الموقع : K.S.A. YANBU
| موضوع: رد: لوحة الرمان الثلاثاء يناير 26, 2010 3:06 am | |
| | |
|