زهور الأمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زهور الأمل

حيث الأنامل المميزة و المبدعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسرحية ابتسامات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
همسة ورد
Admin
همسة ورد


المساهمات : 219
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 29
الموقع : في قلب الامارات و هي في قلبي

مسرحية ابتسامات Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية ابتسامات   مسرحية ابتسامات I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2009 11:59 pm

مسرحية الابتسامات..!



فتحتُ عيني بهدوء وقليل من الكسل... فأشعت الغرفة من حولي بنور رباني وهّاج، غشى بصري وملأ صدري بنشوة لا تضاهيها نشوة...!
أحسست بخفقات قلبي تتواتر وتتسارع في إيقاع منسق بعشوائية مفرطة...
رفعت يدي الصغيرتين في الهواء أستنجد بأحدهم لكي يحملني ويحررني من سجن سريري الصغير... فأطلت امرأة بوجهها المبتسم وقد قرأت في حركتي رغبة جامحة في الخروج.. فحررتني!!
حملتني بين يديها وابتسامتها تلك جعلت فمي يتقوس لا إراديا في ابتسامة مماثلة... ثم ضمتني إلى حضنها الدافئ برفق مبالغ فيه كأنها طفل يخشى كسر لعبته.



نزلت الدرج الضيق بخطوات مسرعة كأي أم من عادتها ملاحقة عملها قبل عودة زوجها.. ثم ولجت المطبخ واضعة إياي على أقرب مقعد اعترضها لتعلّق بتحذير طفيف: ”فلتكن صغيرتي عاقلة، ولتبق هادئة في مكانها..!“
لم أفهم كلمة واحدة مما قالت، لكن بفضل ذلك الخيط الوهمي الذي يربطني بأمي، تمكنت من تأويل نظرتها المحذرة كما أرادت هي.. فارتأيت البقاء ساكنة مكاني...!



مرت الدقائق تلتها الساعات وأمي لم تذق طعما للراحة.. فهي لم تنفك ترتب تلك الطاولة أو تغسل تلك الأواني أو تقطّع الخضراوات الطازجة مضيفة إليها لمستها السحرية لتحولها إلى حساء يطيب لي تذوقه...
كانت بين الحين والحين تدندن ببعض الألحان الهادئة التي تساعدها على طرد الملل، أو ربما على نسيان التعب!
وقد استسقيتُ من تلك الأنغام بعضا من الراحة والاستمتاع جعلني أنسى أنني كنت حبيسة مقعدي الصغير!
فانفرجت شفتاي سامحتان لبعض الهمهمات الغير مفهومة بالانطلاق.. فشاركتُ أمي دندنتها!



بعد مدة قصيرة سمعنا صوت صرير الباب معلنا عن عودة أبي.. فتركت أمي ما بيدها وأسرعت نحو الردهة مستقبلة إياه كما كانت تفعل دائما...
حتى أنها بدأت الحديث كما اعتادت تماما ... إن الحياة لحلقة فارغة حقا...!
-مرحبا بعودتك يا عزيزي... كيف كان العمل اليوم؟
قالت هذا وهي تساعده على خلع سترته المكتسية بلون الفحم... فأجاب بصوت بدا لي –أنا الصغيرة التي لم تتجاوز الثالثة- مرحا: ”لقد كان جيدا... فقد عقدت الشركة اليوم بعض الصفقات الناجحة والحمد لله...“
إذن لماذا عبست أمي قليلا؟! حيث أنها تساءلت بقلق: ”عزيزي! أنت لا تبدو بخير..! لا تحاول المكابرة فصوتك المرهق يدل على عملك الشاق...!“



فأطل بوجهه شبح ابتسامة عابرة أعقبها بقوله: لست متعبا كثيرا... لا داعي للقلق...


هزت أمي كتفيها باستسلام خادع وصعدت الدرج حاملة السترة إلى غرفة نومهما...
أما أبي فقد جلس بجانبي إلى طاولة المطبخ بعدما غسل يديه ووجهه، وقد بدا عليه أنه مرهق بحق!!
لكن إذا كان مرهقا، فلمَ لم تفارقه ابتسامته الحانية علي؟! لا بد أنه يكابر كما سبق لأمي أن أوردت...
لم أغص في متاهات تفكيري أكثر حيث أن أمي دخلت مسرعة وتوجهت نحو الموقد بعد سماع صوت الصفارة المزعج معلنا عن نضج الحساء اللذيذ أخيرا..!



وضعت لكلٍ صحنه الخاص، وقد كان صحني ورديا صغيرا يناسب مقامي المبجل وضعته أمي على الجزء الصغير –الذي يشبه الطاولة- المرفق بكرسي الفاخر في نظري...
وعندما كادت تشرع في صبّ الحساء لأبي أخذت أضرب على الطاولة بعنف طفيف طالبة منها البدء بي أولا...
لكنها ابتسمت مع عقْدٍ خفيف لحاجبيها لتردد بهدوء: ”الكبار أولا يا صغيرتي... الكبار أولا.“
لكن بدل أن أخضع لكلامها، خضعتُ لعنادي اللا محدود...
فازدادت حدّة ضرباتي على الطاولة... فقال أبي بابتسامة هادئة: ”ضعي لها أولا..“...
ضحكت أمي رغما عنها وهي تصب لي... وعلقت ببعض المرح: ”لا أعلم ممن اكتسبت هذه الصغيرة عنادها!!“
رافقها أبي في الضحك مردفا: ”من يدري!“



جلسنا إلى الطاولة معا وكلٌّ منشغل بإنهاء طعامه إلى أن انتبهتُ إلى شيء ما!!
أين هو؟؟ كيف لي لم أنتبه قبلا؟؟ ألم يشتق إلي وقد غاب مدة أسبوع الآن؟؟
ومن دون أن أشعر نطقتُ –كأنني أناجيه-: سامي..!
حدق بي كلاهما كأنها المرة الأولى التي رأياني فيها... لكن أكثر ما أزعجني في تلك النظرة أنها كانت مملوءة صدمةً ومشبعة بالحزن... ما الذي حدث لسامي؟



عدت بذاكرتي –ذات المدى القصير- أسبوعا للوراء، حينها رأيت ثانية ذات النظرة على وجهيهما... ذلك الحزن الغامر الذي لف البيت في ذلك اليوم.. حتى أنه كان اليوم الوحيد الذي لم أشهد فيه ”مسرحية الابتسامات“ التي اعتادت عائلتي عرضها لي...



وقفت أمي، وأسرعت نحوي عندما أوقعت بعض الحساء على ملابسي، ثم أخذت تقول بلطف بعد أن استعادت رونق ابتسامتها: ”لا تقلقي يا صغيرتي، سامي لن يترك شقيقته وحيدة أبدا.. فعندما تستلقين في سريرك الصغير سيأتي ليرافقك إلى عالم أحلامك“


كلام صعب علي فهمه حقيقةً!! أحسست أنها تتكلم بلغة غريبة عني... لكني فهمت منها أن سامي لم يتركني كما كنت أعتقد!!
ها قد حان وقت قيلولتي أخيرا.. وهو الوقت الذي أمقته وبشدة، لأنني –وبكل بساطة- لا أشعر بالنعاس في مثل هذا الوقت من النهار..! لكن ما العمل؟! ليست لدي سلطة هنا... وما دامت أمي قد وضعتني في السرير فعلي أن أأتمر وأجبر جفنيّ على الانغلاق!!
لكنّ هذا اليوم كان مختلفا... فكأن سحرا قد أُلقي علي!! حيث أنني شعرت بالنعاس ما أن وضعت رأسي على وسادتي الصغيرة...!
انتقلت بسرعة إلى عالم أحلامي، هناك حيث بإمكاني التجول بحرية دون قوانين تقيدني أو سرير يسجنني...
هناك حيث سأرى أخي سامي متى أردت وكيفما أردت...
سأراه يبتسم لي، وسيحضنني بين ذراعيه الحانيتين كما اعتاد أن يفعل...
هو لن يخذلني، أليس كذلك؟! سيأتي لزيارتي ولن يتخلى عني!!



هناك رأيته!! هاهو قد رسم على شفتيه ابتسامته المعهودة!!
اقتربت منه بأقصى سرعة منحتها لي قدماي... فرفعني إلى الأعلى ليهزني بنعومة وحنانٍ...
وهو يردد بصوته –ذو النغمة الخاصة عندي-: ”كم اشتقت إليك يا صغيرتي... اشتقت إليك جدا!!“
فأطلقتُ ضحكة تردد صداها في الأرجاء معبرة بذلك عن مدى سعادتي للقياه...!
وأخيرا اكتملت شخصيات ”مسرحية الايتسامات“ حتى لو كان ذلك في الأحلام!!
تلك المسرحية التي اعتدتُ مشاهدتها يوميا مذ خُلقت.
فحتى مع رحيل أخي لن تكون النهاية..! بل ستكون بداية لفصل جديد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amalflowers.yoo7.com
Đ.ѓ.Я ẫ ώ ẫ ň·
VIP
Đ.ѓ.Я ẫ ώ ẫ ň·


المساهمات : 488
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
الموقع : K.S.A. YANBU

مسرحية ابتسامات Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية ابتسامات   مسرحية ابتسامات I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 26, 2010 3:07 am

مسرحية ابتسامات 1266667931930171838
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسرحية ابتسامات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زهور الأمل :: هوايات و آداب :: القصص و الروايات-
انتقل الى: